وأفادت وكالة مهر للأنباء، انه يستذكر الكثير من اللبنانيين الشهيد حسام خوشنويس، رئيس الهيئة الإيرانية لإعادة إعمار لبنان، ففي صيف عام 2006 شهد لبنان عدوناً إسرائيلياً استمرّ ثلاثة وثلاثين يوماً، أسبابه المُعلَنة كانت استعادة الأسرى الإسرائيليين، أمّا الأهداف المُضمَرة فكانت استعادة قدرة الردع الإسرائيلية وتوفير الظرف المناسب لولادة شرقٍ أوسط جديد برعايةٍ أميركية.
دمّرت "إسرائيل" كلَّ ما تستطيع تدميره وفقاً لخطّتها، واستهدفت كلَّ ما كان مُعَدّاً من قبَلها عبر ما يُسمى بنك الأهداف، وكان نصيب الطرقات والجسور كبيراً في عمليّة التدمير من الجنوب إلى الشمال، إضافةً إلى ارتكاب المجازر بحقّ المدنيّين بتحطيم البيوت على رؤوس ساكنيها وجُلّهم من الأطفال والنساء والشيوخ.
ورغم حصارهم الجوّي والبحري والبرّي للبنان فشل الصهاينة بتحقيق أهدافهم، غير أنّ المقاومة المنتصرة عسكرياً كانت على موعدٍ مع تحدٍّ من نوعٍ آخر. عشراتُ آلاف العائلات لم تعد تمتلك المأوى، إضافةً إلى خسارة البلد لبنيته التحتيّة التي باتت عاجزةً عن تقديم الخدمات الأساسيّة لمواطنيه.
من هو المهندس الشهيد حسام خوشنويس؟
كانت الجمهورية الإسلاميّة الإيرانيّة على وعيٍ تامٍ بالمخطّط الأميركي الصهيوني الذي يراهن على انقلاب الناس ضدّ المقاومة. ولأن المرحلة هي بهذه الدقّة والحساسيّة كان لا بدّ من انتدابِ مَن هو أهلٌ لقيادة مرحلة إعادة الإعمار بهدف إفشال الوجه الخفيّ من مخطّط الحرب، الجنرال حسن شاطري، أو كما عرفَه اللبنانيّون المهندس حسام خوشنويس، ابن محافظة سمنان الإيرانية، والرجل الذي كان من أوائل المؤمنين بالثورة الإسلامية والمدافعين عنها حتى انتصارها، ليبدأ بعدها مهمّة جهاد البناء في إيران إلى أن بدأت الحرب المفروضة عليها، فكان القائد على الجبهات الغربيّة للبلاد التي شهدَت حرب شوارع وعصابات.
ومن هنا ظهر اسم المهندس الشهيد حسام خوشنويس في لبنان، فخلال 8 سنوات من العمل الدؤوب الذي كان يتجاوز عدد ساعاته اليوميّة حدود الست عشرة ساعة استطاع المهندس حسام وفريقه تحقيق إنجازاتٍ كبيرة. وتعاونت الهيئة الإيرانية مع أكثر من 196 بلديّة لبنانية لتنفيذ 380 مشروعاً، وقد كانت للمشاريع التجميليّة حصّةٌ خاصّة، فبلغت 151 مشروعاً أتت على شكل حدائق وتجهيز وإنشاء ملاعب رياضيّة.
كانت للبقاع المحروم والمهمَّش مكانةٌ خاصّةٌ في قلب المهندس الذي حرص على تنفيذ أكثر من 1175 مشروعاً فيه.
درّة تاج مشاريع الهيئة الإيرانيّة في لبنان كانت حديقة مارون الراس التي بُنيَت على مساحة 50 ألف مترٍ بمحاذاة الحدود الفلسطينيّة المحتلة، مشروعٌ أثار قلق الصهاينة الراصدين للحركة اليوميّة للمهندس وفريقه.
وكانت بوّابة فاطمة من أحبّ الأماكن على قلبه، تلك المساحة التي سعى لمواجهة العدوّ عندها عبر تعزيز ثقافة الحياة فيها بدل الاكتفاء برمي الصهاينة بالحجارة فعمَد الى إنشاء حدائق ومستديراتٍ وملاعب للأطفال.
"ما قمنا به لا يساوي قطرة دم شهيد"، العبارة التي كان يتوارى خلفها المهندس عندما يُسأل عن تكلفة المشاريع التي نُفّذَت. تلك التكلفة التي صرّح ذات مرّة بأنّها لو كُشِفَ عنها فستفتح نقاشاً لا ينتهي في لبنان، هذا التصريح الذي كلّف المهندس التعهّد بعدم الإدلاء بأي تصريحٍ إعلامي بعد الامتعاض الكبير لرئاسة الحكومة اللبنانية وقتها.
أصرّ المهندس حسام على إتيان البيوت من أبوابها، فكل المشاريع التي كان يعمل عليها كان يسعى لدمغها بموافقة الحكومة اللبنانية، وهي التي لم تكن ممتنّةً لما يُقدَّم في معظم الأحيان. وكما كان الدمار شاملاً جاءت مساهمة إيران شاملة أيضاً. فور إعلان الهيئة الإيرانية عن حاجاتها للمتعهّدين لإنجاز الإعمال الإنمائية تهافت العشرات من كبار متعهّدي لبنان إلى الهيئة التي لم تضع معايير طائفيّة أو سياسيّة للاختيار، ووسط سيلٍ من ضغوط العلاقات والوساطات وضع المهندس خطّته الذكيّة لغربلة دفن الطلبات.
الشهيد الحاج قاسم سليماني تحدّث عن الشهيد المهندس حسام خوشنويس، وقال إنه "كان نموذجاً، ومثالاً في القيم العالية". وأضاف: "أنتم لا تستطيعون أن تقدّموا ميداليّة إلى الشهيد شاطري، أو أن نقول له مرحباً، الشهيد شاطري قد أخذ هذه التلّة، لقد كان أكبر من أخذ تلّة، أكبر من الانتصار في جبهة أو تحرير منطقة، لقد أسر قلوب كل من عرفوه، لقد سكن قلوب الجميع وأثّر فيهم من خلال أخلاقه الحميدة والعالية".
أصدقاء الشهيد ورفقاء الدرب تحدّثوا عنه في الوثائقي بإسهاب، المهندس وممثل الهيئة الإيرانية في البقاع سابقاً، حسين رعد، قال إنه "كان دائم الحركة، يزور كل المشاريع في البقاع، في الجنوب في النهار نفسه، يكون في الجنوب نتواصل معه على الهاتف، نتّصل به نقول له عندنا طلب أو اثنين أو ثلاثة كان يترك الجنوب ويذهب إلى البقاع في منتصف النهار".
فيما يقول معاون الشهيد المهندس حسام، كاظم درابي، كان المهندس حسام خوشنويس قبل لبنان يعمل في العراق، في نجف، في كربلاء، في قزوين، في مناطق أخرى على الخصوص في أفغانستان، وإنجازات هيئة المهندس حسام خوشنويس في هذه الأماكن معروفة عند الحاج قاسم وأشخاص آخرين في إيران.
في وثائقي "الجنرال المهندس" يقول السيد هاشم صفي الدين، رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله عن المهندس حسام خوشنويس: "مُدّدَت مهامه عدّة مرّات، حين كان يُطلَب من الجمهورية الإسلامية ومن الحرس الثوري أنّ مهمّتك أصبحت منتهية كان يأتي إليّ يقول أرسلوا إليّ أنه علينا أن أعود إلى إيران، أقول له ماذا تريد؟ طبعاً والدمعة في عينه، يقول لي لا أريد الذهاب إلى إيران، أنا أهلي في إيران، أنا أحبّ إيران، أنا عشقي إيران، جبهتي إيران وكل شيء، ولكن لو تساعدني أنت وسماحة السيّد لكي أبقى هنا، أنا أقول له "چشم" بالفارسية يعني على عيني، وكنّا فعلاً نعمل على ذلك.
ويضيف السيد صفي الدين: "الوداع الأخير حينما جاء إليّ وقال هناك قرار جدّي من الحاج قاسم بأن أعود إلى إيران، وحينذاك كان يبكي، ودّعنا، قلت له ما زلتَ هنا فلماذا؟ طبعاً هو قال لي بعد شهر سأذهب إلى إيران، وفعلاً ودّعني وكان باكياً وعبّر عن حزنه الشديد لأنّه سيغادر لبنان. لكن بعدئذ عرفت أنهم احتاجوه في سوريا وبقي في سوريا".
بعد إنجازه لمهمّته في دمشق انطلق الجنرال المهندس حسام إلى الساحل السوري للمشاركة في دعم وتدريب شباب الدفاع الوطنيّ إضافةً إلى توفير مستلزمات صمود الأهالي الذين يعيشون على خطوط التماس.
كانت للبقاع المحروم والمهمَّش مكانةٌ خاصّةٌ في قلب المهندس الذي حرص على تنفيذ أكثر من 1175 مشروعاً فيه.
درّة تاج مشاريع الهيئة الإيرانيّة في لبنان كانت حديقة مارون الراس التي بُنيَت على مساحة 50 ألف مترٍ بمحاذاة الحدود الفلسطينيّة المحتلة، مشروعٌ أثار قلق الصهاينة الراصدين للحركة اليوميّة للمهندس وفريقه.
وكانت بوّابة فاطمة من أحبّ الأماكن على قلبه، تلك المساحة التي سعى لمواجهة العدوّ عندها عبر تعزيز ثقافة الحياة فيها بدل الاكتفاء برمي الصهاينة بالحجارة فعمَد الى إنشاء حدائق ومستديراتٍ وملاعب للأطفال.
"ما قمنا به لا يساوي قطرة دم شهيد"، العبارة التي كان يتوارى خلفها المهندس عندما يُسأل عن تكلفة المشاريع التي نُفّذَت. تلك التكلفة التي صرّح ذات مرّة بأنّها لو كُشِفَ عنها فستفتح نقاشاً لا ينتهي في لبنان، هذا التصريح الذي كلّف المهندس التعهّد بعدم الإدلاء بأي تصريحٍ إعلامي بعد الامتعاض الكبير لرئاسة الحكومة اللبنانية وقتها.
أصرّ المهندس حسام على إتيان البيوت من أبوابها، فكل المشاريع التي كان يعمل عليها كان يسعى لدمغها بموافقة الحكومة اللبنانية، وهي التي لم تكن ممتنّةً لما يُقدَّم في معظم الأحيان. وكما كان الدمار شاملاً جاءت مساهمة إيران شاملة أيضاً. فور إعلان الهيئة الإيرانية عن حاجاتها للمتعهّدين لإنجاز الإعمال الإنمائية تهافت العشرات من كبار متعهّدي لبنان إلى الهيئة التي لم تضع معايير طائفيّة أو سياسيّة للاختيار، ووسط سيلٍ من ضغوط العلاقات والوساطات وضع المهندس خطّته الذكيّة لغربلة دفن الطلبات.
الشهيد الحاج قاسم سليماني تحدّث عن الشهيد المهندس حسام خوشنويس، وقال إنه "كان نموذجاً، ومثالاً في القيم العالية". وأضاف: "أنتم لا تستطيعون أن تقدّموا ميداليّة إلى الشهيد شاطري، أو أن نقول له مرحباً، الشهيد شاطري قد أخذ هذه التلّة، لقد كان أكبر من أخذ تلّة، أكبر من الانتصار في جبهة أو تحرير منطقة، لقد أسر قلوب كل من عرفوه، لقد سكن قلوب الجميع وأثّر فيهم من خلال أخلاقه الحميدة والعالية".
أصدقاء الشهيد ورفقاء الدرب تحدّثوا عنه في الوثائقي بإسهاب، المهندس وممثل الهيئة الإيرانية في البقاع سابقاً، حسين رعد، قال إنه "كان دائم الحركة، يزور كل المشاريع في البقاع، في الجنوب في النهار نفسه، يكون في الجنوب نتواصل معه على الهاتف، نتّصل به نقول له عندنا طلب أو اثنين أو ثلاثة كان يترك الجنوب ويذهب إلى البقاع في منتصف النهار".
فيما يقول معاون الشهيد المهندس حسام، كاظم درابي، كان المهندس حسام خوشنويس قبل لبنان يعمل في العراق، في نجف، في كربلاء، في قزوين، في مناطق أخرى على الخصوص في أفغانستان، وإنجازات هيئة المهندس حسام خوشنويس في هذه الأماكن معروفة عند الحاج قاسم وأشخاص آخرين في إيران.
في وثائقي "الجنرال المهندس" يقول السيد هاشم صفي الدين، رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله عن المهندس حسام خوشنويس: "مُدّدَت مهامه عدّة مرّات، حين كان يُطلَب من الجمهورية الإسلامية ومن الحرس الثوري أنّ مهمّتك أصبحت منتهية كان يأتي إليّ يقول أرسلوا إليّ أنه علينا أن أعود إلى إيران، أقول له ماذا تريد؟ طبعاً والدمعة في عينه، يقول لي لا أريد الذهاب إلى إيران، أنا أهلي في إيران، أنا أحبّ إيران، أنا عشقي إيران، جبهتي إيران وكل شيء، ولكن لو تساعدني أنت وسماحة السيّد لكي أبقى هنا، أنا أقول له "چشم" بالفارسية يعني على عيني، وكنّا فعلاً نعمل على ذلك.
ويضيف السيد صفي الدين: "الوداع الأخير حينما جاء إليّ وقال هناك قرار جدّي من الحاج قاسم بأن أعود إلى إيران، وحينذاك كان يبكي، ودّعنا، قلت له ما زلتَ هنا فلماذا؟ طبعاً هو قال لي بعد شهر سأذهب إلى إيران، وفعلاً ودّعني وكان باكياً وعبّر عن حزنه الشديد لأنّه سيغادر لبنان. لكن بعدئذ عرفت أنهم احتاجوه في سوريا وبقي في سوريا".
بعد إنجازه لمهمّته في دمشق انطلق الجنرال المهندس حسام إلى الساحل السوري للمشاركة في دعم وتدريب شباب الدفاع الوطنيّ إضافةً إلى توفير مستلزمات صمود الأهالي الذين يعيشون على خطوط التماس.
المصدر: الميادين
/انتهى/
تعليقك